واحدة من أبرز روايات الكاتب التشيكي (فرانتس كافكا)، تروي قصة “ك” مساح الأراضي الذي يصل إلى قرية غامضة بهدف العمل لدى سلطات قلعة تقبع في الأفق، لكنها تظل بعيدة المنال.
في ساحة القرية الرئيسية، تلوح كنيسة تحيط بها مقبرة قديمة، محاطة بسور عالٍ لطالما حاول الشباب تسلقه في الماضي.
ينجح “ك” بشكل غير متوقع في تسلق هذا السور، فيرفع علمه الخاص، ناظرًا إلى الأفق حيث يشعر لوهلة بالتفوق على كل شيء حوله، في مشهد يرمز لصراعه من أجل التغلب على القيود التي تفرضها القلعة.
من خلال تفاصيل دقيقة وسرد غامض، يغوص (كافكا) في عالم البيروقراطية حيث يجد “ك” نفسه في صراع لا ينتهي مع نظام السلطة في القلعة، ومحاولاته للتواصل مع مسؤولين غير مرئيين يخضعون لقوانين وتعقيدات غير مفهومة.
هذه الرواية تحمل أكثر من مجرد قصة بسيطة لمساح أراضٍ؛ فهي دراسة فلسفية تتناول عبثية النظام البيروقراطي وصعوبة إدراك معاني الحياة من خلال عالم يسيطر عليه الغموض والسلطة.
كما وصفها الكاتب (ألفرد دوبلين)، فإن (كافكا) يتناول موضوعات بسيطة بجمال أخاذ يستحوذ على القارئ بعمق خاص، بينما يعتبرها الروائي (خوسيه ساراماغو) من أهم الأعمال الأدبية في القرن العشرين. بهذه الرواية، يضع كافكا نفسه بين الكتّاب الذين أبدعوا في رسم عوالم رمزية تعكس صراعات الإنسان الداخلية مع الواقع المعقد الذي يحيط به.