يقدم صاحب الربيعي في كتابه “دور الفكر في السياسة والمجتمع” رؤية نقدية معمقة للنظريات السياسية والاجتماعية.
في بداية الكتاب، يميز الربيعي بين المفهوم النظري والمفهوم العلمي، حيث يشير إلى أن “النظريات السياسية والاجتماعية نظريات خارجة عن السياق العلمي، ولم يجرِ التحقق من صدقها على صعيد الواقع في بيئات اجتماعية مختلفة”.
ووفقًا له، فإن هذه الفرضيات لا يمكن تعميمها على المجتمعات كافة، لأنها تخص مرحلة تاريخية محددة، كما أن آليات الصراع الاجتماعي وعوامل التغيير تتغير باستمرار بفعل التقدم والتحديث.
يستند المؤلف في تحليلاته إلى أمثلة تاريخية، مثل النظرية الماركسية التي اعتمدت عليها أكثر من عشرين دولة لمدة 80 عامًا، ليظهر فشلها الذريع عندما تم تطبيقها دون أخذ التغيرات الاجتماعية والعصرية في الحسبان. وهذا الفشل، وفقًا للربيعي، ناتج عن التمسك بنظريات جامدة ونصوص دوغمائية لا تتوافق مع التطور المستمر للمجتمعات.
الكتاب يسعى إلى فهم الفرق بين المفهوم النظري الذي يتم تشييده في العقول والأفكار، وبين المفهوم العلمي الذي يُخضع للتجربة والاختبار ويكون أكثر مرونة في تطبيقاته العملية. يوضح الربيعي أنه يمكن تعميم المفاهيم العلمية، بينما تظل المفاهيم النظرية معرضة للخطأ في بيئات مختلفة.
بأسلوبه النقدي الحاد، يقدم الربيعي كتابه كدراسة نقدية للأفكار السائدة في السياسة والفكر الاجتماعي، مما يجعل الكتاب مصدرًا مهمًا للمفكرين والمهتمين بتحليل الأيديولوجيات السياسية والاجتماعية في العالم المعاصر.