يُقدّم الفيلسوف الكندي آلان دونو رؤية نقدية حادة للواقع المعاصر، حيث يعرض كيفية انتشار نظام يقوم على إعلاء التفاهة وتحويلها إلى قاعدة مؤسسية في مختلف جوانب الحياة. يناقش دونو كيف أن التفاهة لم تعد مجرد ظاهرة هامشية، بل أصبحت نظامًا متكاملًا يُسيطر على المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية.
يتناول الكتاب كيف أن هذا النظام يدفع بالمجتمع إلى الاحتفاء بالمتوسط والسطحي على حساب العميق والمبدع.
يُركز دونو على تحليل كيف تهيمن الرداءة والابتذال في العديد من القطاعات، من خلال جعل التفاهة شرطًا للنجاح والتأثير. يُبرز أن النظام يعمل على تهميش المفكرين والنقاد، لصالح الشخصيات التي تتبنى الطرح السهل والمألوف.
ترجمة مشاعل عبد العزيز الهاجري لهذا العمل تنقل بأمانة الأفكار المعقدة التي يعرضها دونو، وتقدم للقارئ العربي رؤية نقدية للعالم المعاصر الذي يعيش فيه.
يُعد “نظام التفاهة” كتابًا لافتًا ومثيرًا للتفكير، حيث يدعو القارئ إلى مواجهة النظام الذي يُعلي من التفاهة على حساب الجودة والابتكار.
يعتبر هذا الكتاب من الأعمال النقدية المهمة التي تقدم تحليلاً جريئًا للتغيرات التي يعيشها العالم اليوم، وهو إضافة فكرية قيمة لكل من يهتم بفهم تحولات المجتمع والسلطة.